عادت مأساة ​بلدة الكفور​ إلى الواجهة، البلدة التي لا تزال تدفع ضريبة جيرتها لمعمل فرز ​النفايات​ التابع ل​اتحاد بلديات الشقيف​ أمراضاً في صفوف أهلها وأبنائها الكبار في السنّ والأطفال على وجه التحديد.

وعلى الرغم من إقفال مكبّ النفايات الذي لطالما انبعثت منه الروائح الكريهة، فإنّ المأساة لم تنتهِ، والسبب بحسب الأهالي هو إهمال الاتحاد والشركة الملتزمة جميع النفايات، إذ إنّ عملية فرز النفايات في العمل لا تتمّ بشكلٍ صحي أو بيئي، وتنتفي معها أدنى الشروط المطلوبة، خصوصاً أنّ النفايات تتجمّع في محيطه.

وإذا كانت مصادر الاتحاد ردّت الأمر إلى ما وصفته بـ"العوادم الناجمة عن عمليات الفرز"، فإنّ معاينة عمليات الفرز في المعمل أثبتت للأهالي عدم صحّة ذلك، ما دفعهم لإعطاء مهلة للقيّمين عليه حتى أواخر الشهر الجاري قبل أن يقدموا على إقفال المعمل بأنفسهم والاعتصام بقربه ومنع وصول الشاحنات إليه.

وفي هذا السياق، أوضح نائب رئيس بلدية الكفور ​أنطوان سمعان​، في حديث لـ"النشرة"، أنّ البلدية وجّهت أكثر من نداء في الفترة السابقة لاتحاد بلديات الشقيف وتواصلت مع رئيسه الذي قال أنّه سيوجّه إنذاراً للشركة التي تجمع وتفرز النفايات في المعمل. وأشار إلى أنّ الاتحاد لم يلتزم بما هو مطلوب منه، "ولذلك قمنا بزيارة المعمل، لنكتشف أنّ أدنى شروط السلامة العامة غير متوافرة فيه، كما أنّ هناك تراكماً للنفايات في محيطه".

وكشف سمعان أنّ أهالي بلدة الكفور اتخذوا القرار بالاعتصام مجدّداً والمطالبة بإقفال المعمل إن لم يلتزم بالشروط الصحية والبيئية، وقال: "لتعد عندها النفايات إلى كلّ المنطقة، فلم يعد مقبولاً أن نتحمل الروائح والأعباء السيئة، فيما باقي البلدات مرتاحة"، وأضاف: "نحن وضعناهم أمام خيارين، فإما يكون الفرز صحيحاً ويضمن السلامة العامة، وإما الإقفال بشكل نهائي، وهم على ما يبدو اختاروا الخيار الثاني". وأشار إلى أنّ هذا الأمر أبلغه رئيس البلدية الحاج خضر سعد شفهياً لرئيس الاتحاد الذي زار الكفور السبت، واطلع على عملية التشجير التي قامت بها البلدية.

من جهته، تحدّث مختار البلدة ​حسين محمد مطر​ عن عمليات مراوغة تحصل، وقال لـ"النشرة": "هم أقاموا معملاً لفرز النفايات في البلدة، فارتحنا من المكبّ، وإذا بنا نصبح أمام خطرين، المكب القائم والمعمل غير الصالح للفرز". وأضاف: "نحن مضطرون للاعتصام هذه المرة أمام معمل الفرز لاقفاله وابعاد خطره وروائحه الكريهة عن بلدتنا وأهلنا وشعبنا الذي ضحى من اجل الجنوب والوطن كله".

من جديد إذاً، يرفع أهالي الكفور الصوت، ملوّحين بخطواتٍ تصعيدية، بعدما طفح الكيل بنظرهم. فهل يسمع المعنيّون هذا الصوت، أن تكون الكلمة للأهالي آخر الشهر؟